هذه قصة الأستاذ الهادي زغينة مفخرة الجزائر و ولاية باتنة مع أول موسوعة عربية حول جسم الإنسان -الجزائر.
كرّمته وزارة التربية مرتين في إطار تشجيع الأساتذة المبدعين
يأمل الأستاذ الهادي زغينة من باتنة أن تكون موسوعة جسم الإنسان التي أصدرها مؤخرا، بمثابة إضافة جادة للمكتبة الوطنية، خاصة وأن هذه الموسوعة تعد الأولى من نوعها باللغة العربية في الجزائر، والثانية من نوعها من حث المحتوى المعرفي على مستوى الوطن العربي، مضيفا أنها تتشكل من 350 صفحة، وهو عمل أنجزه في إطار منح الإضافة اللازمة حتى تكون في خدمة المحيط التربوي والعائلي والمجتمعي بشكل عام.
يسعى الأستاذ الهادي زغينة من باتنة إلى تفعيل عالم النشر والإصدار، في المجالين العلمي والتاريخي، وهذا موازاة مع إصداره لعدة كتب تخدم الحقل التربوي والدراسي حتى العائلي، وفي مقدمة ذلك إصداره لموسوعة جسم الإنسان بالعربية، وهو أول من نوعه في الجزائر باللغة العربية، والثاني على المستوى العربي من حيث المحتوى المعرفي، كما يراهن من خلال دار النسر “الهادي للعلوم” التي أسسها منذ عام ونصف إلى فتح المجال لكل من يطمح في خوض غمار النشر، وفي مقدمة ذلك الأساتذة والباحثين الذين يطمحون إلى منح الإضافة اللازمة في هذا الجانب.
فضّل التقاعد حتى يتفرغ للتأليف ومساعدة الأستاذ والتلميذ
ويضاف هذا العمل (موسوعة جسم الإنسان) إلى عديد الأنشطة التي قام بها لتفعيل العمل التربوي والتعليمي. وأوضح الأستاذ الهادي زغينة في حديثه لـ”الشروق” بأنه يسعى إلى تسهيل مهمة التلاميذ والأساتذة، انطلاقا من مساره المهني كأستاذ ثانوي في مادة العلوم الطبيعية، ما جعله يحرص على إصدار كتب في هذه المادة، وكذا كتب علمية ووثائق بيداغوجية يستعملها التلميذ والأستاذ داخل القسم، إضافة إلى إنجاز خرائط مثل خريطة العالم السياسية وخريطة العالم الطبيعية، في انتظار إعداد خريطة الجزائر الإدارية وفق التقسيم الجديد، مضيفا أنه فتح المجال لأساتذة وباحثين نشروا كتبا تاريخية حول منطقة الأوراس، وهي تعد حسب قوله مراجع قيمة للعريف بتاريخ المنطقة. وقال محدثنا أنه يرحب بأي أستاذ لديه إنتاج، وهذا خدمة للثقافة وإثراء للمكتبة الوطنية. من جانب آخر، قال الأستاذ الهادي زغينة لـ”الشروق” بأنه فضل خيار التقاعد إيمانا منه بأن الرسالة لا تزال متواصلة، ما جعله يتجه نحو التأليف، وتسهيل مهمة كل ما يخص الأستاذ والتلميذ
كرمته وزارة التربية مرتين في إطار الأساتذة المبدعين.
وعلاوة عن مساره المهني الطويل كأستاذ لمادة العلوم الطبيعية في الطور الثانوي، فقد كان للأستاذ الهادي زغينة تجربة مهمة مع النشر، فقد قام بتأليف كتب شبه مدرسية متنوعة، في مادة علوم الطبيعة والحياة تغطي المستويات الثلاثة للتعليم الثانوي، كما ألّف سلسلة أجهزة جسم الإنسان لكل أفراد العائلة، تتكون من 8 أجزاء، كل جزء يخص جهازا من أجهزة جسم الإنسان. كما أسس الأستاذ الهادي زغينة منتدى الهادي للعلوم، شهر أوت 2009، وهو المنتدى الذي حوله فيما بعد إلى دار نشر، كما يعد صاحب مجموعة أساتذة التربية والتعليم التي تضم أكثر 200 ألف عضو، وأسس مجموعة أساتذة علوم الطبيعة والحياة التي تعد مكسبا لأساتذة العلوم في الجزائر، حيث يتم التنسيق بينهم في مختلف المجالات التي تخص المادة، وهي الجهود التي جعلته يحظى بتكريمين من طرف وزارة التربية، وذلك يوم 6 فيفري 2016، خلال اليوم المفتوح حول إبداع المربي في مجال الإعلام الآلي والتكنولوجيا الذي أقيم بثانوية الرياضية بالقبة، وتكريم آخر حظي به بمناسبة اليوم العالمي للمعلم، حيث اختير ضمن قائمة الأساتذة المبدعين، نظير عمله الميداني، وجهوده النوعية عبر آليات التكنولوجيات الحديثة.
ومعلوم أن الأستاذ الهادي زغينة كان قد رسم في وقت سابق هدفا يتمثل في تأسيس جمعية وطنية باسم (الهادي للعلوم)، وهذا فق أهداف تربوية وعلمية وثقافية، لتفعيل النشاط الجمعوي والتربوي بمساهمة نخبة من مختلف شرائح المجتمع، علما أن الهادي زغينة حامل لشهادة مهندس دولة في العلوم الفلاحية من جامعة باتنة، شغل منصب أستاذ مكون للتعليم الثانوي، وأشرف على تكوين الأساتذة الجدد بولاية باتنة خلال السنوات الأخيرة، قبل أن يفضل التقاعد المسبق حتى يتفرغ للتأليف وخدمة الشق التعليمي على طريقته الخاصة.