هل سمعتم الكاتب الشهير غابريال غارسيا ماركيز يتكلم عن الجزائر و حبه لها !!
السبب
الذي دعا الروائي العالمي الشهير غابريال غارسيا ماركيز إلى دخول السجن
بسبب الجزائر، هو أنه في إحدى ليالي ديسمبر الباردة عام 1955 بالعاصمة
الفرنسية، قامت الشرطة الفرنسية بإلقاء القبض على مجموعة من الجزائريين
بسبب ثورة التحرير، وقد ألقت القبض كذلك على ماركيز بسبب لون بشرته ظنا منها أنه جزائري.
يحكي ماركيز عن تجربته تلك لصحيفة الباييس الإسبانية بالقول:
"كانت
موسيقى الأكورديون المليئة بالنوستالجيا تملأ الجنبات، فإن شبح القمع لا
يبرح الأمكنة, فجأة حاصرت الشرطة مخرج مقهى أو إحدى حانات العرب في نهج سان
ميشال، وقامت بالاعتداء بالضرب على كل من ليس له ملامح مسيحية، وكنت أحدهم
بسبب ملامح وجهي. وقد اقتادتني الشرطة إلى جانب المعتقلين الجزائريين إلى
زنزانة في محافظة شرطة سان جيرمان دي بري. وقد شعرت بالإهانة لأنه في
أفكارنا المسبقة في أميركا اللاتينية، فإن السجن يعني العار، لأننا كأطفال
تربينا على عدم التفريق بشكل جيد بين الأسباب السياسية وقضايا الحق العام،
وقد كان آباؤنا المحافظون مسؤولين عن هذا اللُّبس. في الحبس كان وضعي أكثر
خطورة، لأنه بجانب اعتقال الشرطة لي ظناً منهم بأنني جزائري، فإن نزلاء
الزنزانة من الجزائريين كانوا لا يثقون فيّ، خاصة أنني لم أكن أفهم ولا
كلمة واحدة من أحاديثهم بالعربية، إلى أن توطدت علاقتي بأحدهم، في إحدى
الليالي، وهوأحمد طبال، وكان طبيباً، مناضلا في جبهة التحرير الوطني
الجزائرية، الذي قال لي: أن تكون سجيناً بريئاً، أفضل من أن تكون مذنباً.
وقد توطدت علاقتنا، بعد إطلاتق سراحنا، وتحول إلى أحد أعز أصدقائي في
باريس، و بفضله عملت لصالح جبهة التحرير الوطني الجزائرية. وقد توفي بعد
استقلال بلاده.